محمد محمود البطاينة
قد تبدأ تداولك بكل جدية وتوازن، بكامل الخطوات الصائبة ومع تحليل إحترافي، ومع كل ذلك، ورغم كل محاولاتك الجادة للحفاظ على توازنك الذهني وسلامة تداولاتك، قد تواجهك ظروف للخسارة لا يد لك فيها، ولن يكون لك القدرة للسيطرة عليها، يجب أن تعرفها كي لا تقع في ورطة تلويم النفس وهي شائعة، تالياً سوف تقرأ حزمة من الظروف المسببة للخسارة في التداول والتي هي خارجة عن نطاق سيطرة المتداول:
- حركة الأسعار
إنه أمر بديهي ولكن عليك أن تنتبه في كل مرة يحدث حركة غير متوقعة في الأسعار، وانتهى بك الأمر لخسارة تداول ما، أن الذنب هنا ليس ذنبك طالما قد قمت بكل خطوات تداولك بالشكل الصحيح والذي أوضحناه في مقالات سابقة. فالتداول علم مبني على الإحتمالات وهذه الإحتمالات لن تكون إيجابية وفي صالحك في جميع تداولاتك.
- الأخبار العاجلة
إن الخبرالعاجل الذي تجتهد وسائل الإعلام لنقله، هو ببعض الأوقات بمثابة صداع التداول، لكن لا تغضب حين يحدث، تذكر أنك غير مطالب بربح كل تداولاتك.. حين ينتشر خبر عاجل يحدث إرباكاً في السوق،أياً كان هذا الخبر فلا تشعر بالذنب، أنت بريء من التداول الذي تخسره بسبب خبر ما اقتحم السوق.
- التحديات التقنية
إن انقطاع الانترنت أو الكهرباء، تعطّل جهاز الحاسوب، أي تحدٍ تقني قد يؤدي بك إلى خسارة تداولك، هنا كذلك عليك أن تكون متحضراً للبدائل بسرعة، ولكن حتى لو لم تنجح بدائلك عليك أن لا تلوم نفسك على ما لا ذنب لك به.
- الإنزلاق السعري
يشير مصطلح الإنزلاق السعري Slippage إلى ذلك الفرق الذي يكون بين السعر المقرر للتداول عليه وبين ما يتم تنفيذه عليه عند فتح الصفقة أو أغلقها، وهو أمر ممكن أن يحدث خلال فترات التقلب في الأسواق أو خلال الأخبار الهامة، وهو مقبول إن كان طبيعي. وهناك بعض حالات أخرى غير مقبولة يحدث بها الإنزلاق السعري عائدة لضعف التنفيذ لدى الوسيط المالي، قد تخسر مبالغ ما حين يحدث هذا الحدث فلا تبدو شديد الملامة لنفسك حينها شريطة أن يكون ذلك الإنزلاق طبيعي في السوق وليس مفبرك.
- التداولات الخاسرة
قد يكون التحليل صحيحاً لكن الصفقة تخسر، فالتداول علم مبني على الإحتمالات كما ذكرنا سابقاً، وهذه الاحتمالات لن تكون إيجابية و بصالحك في كل تداولاتك. فلا تلم نفسك بل تعلم من خساراتك وحللها لتجنبها مستقبلا.
- التداولات غير المنفذة (Missed Trades)
لكونك إنسانًا كما قلنا في بداية هذا المقال، فأنت بحاجة لترك جهازك لسبب أو لآخر، سواءً كان خاصًا بك كتناول الغداء أو شخصياً أو عائلياً، في فترات التوقف هذه قد تفقد الفرصة في تنفيذ بعض التداولات والتي كانت لتكون مربحة لولا ابتعادك عن الشاشة، ارمِ الندم بعيدًا فأنت لن تستطيع البقاء أمام الشاشات على مدار الساعة.
- التوفيق
إن كنت قد شاهدت كرة قدم، فأنت حتماً قد صادفتك مباراة ما كان الفريق يقوم بكل شيء على ما يرام، لكن التوفيق جانبه وخسر تلك المباراة، هنا لا أحد مُلام، كذلك في التداول؛ قد تقوم بكل شيء على ما يرام لكن لا يحالفك الحظ فأنت غير مقدّر لك الربح في عملية تداول محددة.
- مصاريف تبييت المراكز Swaps
هناك خسائر سوف تواجهها على شكل مصاريف مترتبة عليك مقابل التداول وترك المراكز لأكثر من يوم أو ليلة. صحيح أنها تبدو كخسائر محققة لا مناص منها، ولكنها كلفة مترتبة عليك لا بد من تسديدها مثل أجرة عيادة الطبيب، والضريبة على محل الملابس، والرسوم على أي مشروع تجاري آخر. فهي ليست شيئًا آخر سوى رسوم للتداول لا تستطيع التحكم بها.
- افلاس شركة الوساطة التي تستخدمها
إن كنت تعتمد في تداولك على شركة وساطة معينة، وحدث أن أفلست وهو أمر وارد الحدوث وحدث عالمياً، فأنت هنا قد خسرت رأس مالك، وهي أخطر الخسائر.. لذلك نكرر دائماً النصيحة؛ أن تقوم بالتداول فقط مع جهات مرخصة رسمياً، لأنها سوف تكون قد خضعت للعديد من شروط الملاءة المالية والتعهدات والكفالات المتعددة للحفاظ على أموال المستثمرين. ولنعترف هنا إن وضعت رأس مالك تحت يد جهة مرخّصة وأفلست فلا بأس بأن تلوم نفسك لكن عليك أن تخرج من الندم في أسرع وقت والسير قدماً، طريق النجاح مليء بالعثرات.
- الوعكات الصحية
على الرغم من أننا نتمنى لك السلامة طوال الوقت، لكنك قد تصادف وعكة صحية! وقتها اهتم بأن تكسب صحتك ولا تفكر بأي خسائر أو فقدان الفرصه أثناء فترة مرضك.. لا شيء أهم من سلامتك!
كانت تلك بعض ظروف الخسارة التي لا يمكن السيطرة عليها، لكن هناك ظروف عليك أن تسيطر عليها لذلك يجب أن توفرّ ندمك لتلك الظروف التي يمكنك أن تتحكم بها، والتي سوف تجدها في المقال التالي.