لا تداول ناجح بدون ضوابط وأصول

January 14, 2021

جئنا في المقال السابق على ذكر ماهية التداول، وأكدنا أنه مهنة مثل باقي المهن، وكونه كذلك يعني أنه ينضوي على عدة ضوابط وأصول يجب مراعاتها والالتزام بها، وعدم تجاوزها مهما كانت الظروف والمعطيات. فكما هو الحل بتجاوز أصول الطب قد يؤدي للخطر، وتجاوز أصول الهندسة قد يعرض الأموال والأرواح لمغامرة غير محسوبة، فالتداول دون الالتزام بأصوله قد يؤدي لخسائر فادحة لا يمكن تعويضها.

وبينما يعتقد البعض أن التداول هو ليس أكثر من عمليات بيع وشراء، أؤكد لكم ولهم أن هذا المفهوم خاطئ وعارٍ عن الصحة! وبرأيي أن التداول كإجراء لو تم تقسيمه إلى حصص، فسيكون 80% منه هو للحالة الذهنية، و 19.9% متعلق بإدارة المال والمخاطر والانضباط والصبر والتعلّم و بما لا يتجاوز الواحد من الألف بالمئة لعمليات البيع والشراء.

فما هي هذه المواصفات والضوابط والأصول:  
  • مهارة إدارة المال و إدارة المخاطر

لا يضم التداول أية إجراءات بيع أو شراء اعتباطية، الأمر مبني على قاعدة اعتبرها قاعدة ذهبية، يجب أن لا تتداول بأكثر من 1% من رأس المال في أي عملية، ويجب أن لا تستثمر في عملية لا تكون أكيداً بأن العائد يقل عن 100% من قيمة الاستثمار. فعلى سبيل المثال لو كان رأس مالي 10 آلاف دولار يجب أن لا استثمر في شراء معدن أو عُملة معينة بمخاطرة أكثر من 100 دولار، وعليّ أن أكون واثقاً أنني سوف أبيع عندما يكون عائد هذا الاستثمار على رأس مالي 100 دولار على أقل تقدير، أو أكثر إن كان ذلك ممكناً.

كلما زاد الخطر زاد الربح، هذا صحيح! لكن أيضاً كلما زاد الخطر زادت الخسارة، هنا ووفق هذه القاعدة يخرج التداول من اطاره كمهنة ومصدر رزق، إلى حيز المغامرة أو المقامرة المطلقة والتي غالباً يعود من يخوضها خالي الوفاض، ولا شيء في جعبته إلا الحسرة و انعدام الثقة ودرس الخسائر القاسي.

  • الانضباط

ضبط المشاعر وردات الأفعال هو مفتاح نجاح لكل من يحترف عملاً ما، كذلك الأمر بالتداول؛ يجب أن يضبط المتداول نفسه قبل كل الحركات من بيع وشراء، يجب أن يلغي هامش الثقة الزائدة، ولمعان الجشع، وهزّات التردد، فلو فرضنا أن متداولاً يريد شراء معدن ما على سعر 2000 دولار، فيجب عليه عدم الانجراف لشرائه عندما يكون أعلى من ذلك حتى ولو بدولار واحد.

لن يجدي نفعاً أن يقوم المتداول بالعمل ضمن وقت فراغه أو للتسلية أو لاشباع رغبة المغامرة وتعطّش الأدرينالين، ولا ينفع أن يتم التعامل مع التداول كتحدي للخسارة، أو ما نسميه “تداول الانتقام”.

  • الصبر

يتشابه الانضباط مع الصبر، لكن الصبر في التداول هو الانتظار لحين الحصول على الأهداف الرقمية المتوقعة سواء في البيع أو الشراء، بطبيعة الحال عائد الصبر في كل عملية كبيرة، الصبر على المغريات، والصبر على المخاوف، هما أساس الصبر في كل التعاليم السماوية، والصبر على الخسارات بعدم التصرف بردة فعل غير ملتزمة. وحين تنجح في امتحان الصبر سوف تنال الثواب الحقيقي.. هذا منطق الصبر في كل شيء وكذلك بالتداول.

  • الحالة الذهنية

التداول مهنة تضم صراعاً عاطفياً داخلياً كبيراً، من خوف وطمع فضلاً عن المزاج من العوامل الخارجية، لذلك فإننا لا نبالغ أن قلنا أن مهنة التداول هي من أكثر المهن التي تستلزم طاقة ذهنية هائلة، وأن أخطر عامل من عوامل التداول هو نفس المتداول، ضبط حالتك الذهنية والعقلية كمتداول، وعزل مشاعرك هو الطريقة الوحيدة لتصبح متداول ناجح.

في الحقيقة التداول بالمفهوم المجرّد هو معركة ذهنية، وأنك حين تخسر فأنت على الأغلب خسرت أمام نفسك، وأنك حين تربح فأنت ربحت لأن حالتك الذهنية أقوى من غيرك.

  • التعلّم والمعرفة

كما أسلفنا في المقال السابق، أن التداول هو مهنة وأن للمهن شق نظري وشق عملي، ولذا فالتعلّم والتعلّم والاستمرار بالتعلّم هما الأسلحة التي عليك التسلّح بها خلال عمليات التداول.

في المحصلة المتداول الناجح يجب أن يصل لمرحلة انعدام العواطف من خوف أو غضب أو حب أو طمع، وهو يقوم بعمله، هذه العوامل السابقة هي التي تساعدنا على أن نحكم بجدية المتداول ونتوقع له النجاح.

*مستثمر أردني ومتمرس في التداول ووكيل لأكاديمية ايزي تريدر العالمية في الأردن

   

Share This Article

Login

This is a dedicated login to access Mohmmad Al-Batayneh official website. If you are not authorized to access please navigate back to the main website by closing this popup.