سلسلة الطمع والخوف(1 )
محمد محمود البطاينة
على مدار عدة مقالات ومواد إعلامية سابقة تحدثنا حول خطورة طبعين يؤثران سلباً على الحالة الذهنية للمتداولين، الأول هو الطمع والثاني هو الخوف، في هذه السلسلة سوف نقدم لك على عدة أجزاء القدرة على تشخيص أي من الطباع أنت تمتلك.
1.الإفراط في التداول
إذا كان لديك طباع الطامع، والرغبة في جني المزيد سوف تقع في ما يمكن أن نسميه ورطة المبالغة في التداول، حيث يقوم المتداول بالكثير من التداولات خلال اليوم الواحد قد تتجاوز الخمسة تداولات مثلاً وقد تصل أحياناً إلى عشرة أو عشرين تداولاً في اليوم، فيقع في فخ الإفراط في التداول، بينما في الوضع الطبيعي المتزن وفي حال كانت كل التجهيزات والخطط المحددة مسبقاً مضبوطة، لا يتجاوز عدد تداولات المتداول وقتها تداول واحد أو اثنين بالحد الأقصى.
صحيح أن الإفراط في التداول نابع من الرغبة في جني المزيد من الأرباح، لكنه وللأسف هو خسارة محتومة، لأن الكثير من التداولات يعني أنك تعمل دون ضوابط أو خطط استراتيجية مسبقة ويكون من الإستحالة إدارتها بحكمة، وهذا يجعل الأمر يبدو كأنه مقامرة وليس تداولاً تجارياً.
إذا كنت تقع في هذه الورطة ننصحك أن ترسم لنفسك خطة مسبقة وتحدد شكل وعدد التداولات التي بامكانك دخولها دون المبالغة في العدد.
2. العزوف عن ضوابط إدارة المخاطر المالية
لا يمكن لك في أي خطوة من خطوات التداول التجاوز عن مجموعة من الضوابط وأهمها ضوابط إدارة المخاطر المالية، لأن إدارة رأس المال هي الضامن الوحيد لك بأن تستمر في التداول دون الاصطدام بهامش خسارات فادحة قد تقضي على رأس مالك وتنهي مسيرتك المهنية في التداول. وأشير هنا الى أن الطبع الطامع قد يدفعك الى إهمال ضوابط إدارة المخاطر المالية من خلال الزيادة المبالغ بها بنسبة المخاطرة لأية عملية تداول.
دائماً امتنع عن اختيار سقف مخاطر عالي، أو الإفراط في توقّع الأرباح والمجازفة غير المحسوبة في دخول التداولات، لأن مصدرها الطمع وهو شديد الإضرار بمسيرتك المهنية.
3. تغيير الأهداف
إن كثرة تغيير أهداف التداول هو من أحد صفات المتداول ذو الطبع الطماع، ومن ذلك أنه قد يحدد هدفه مثلاً عند نقطة ما، ولكن عند وصوله للهدف يقرر أنه يريد المزيد، هذا التغيير في الأهداف قد يدفعه لمواجهة مخاطر غير محمودة العواقب والتي قد تنتهي بخسارة حتى الهدف الأول الذي كان قد حدده قبل أن يجرفه الطمع نحو المزيد.
4. التداول بدون صبر
يبدأ المتداول المنضبط عمله صباحًا بتحليله للأسواق ثم الجلوس والإنتظار للوقت المناسب للدخول في الصفقة، حيث من الممكن أيضاً أن يمر ساعة أو ساعتين أو حتى أن يمر اليوم بأكمله، بعد تحليل للأسواق دون الدخول بأية عملية تداول.
لكن المتداول ذو الطبع الطامع يكون عاجزاً عن الصبر ومتلهفًا بشكل دائم للأخذ التداولات دون تحليل ودراسة كافية. وهنا يأخذ التداولات ليس بشكل مهني بل بناء على حاجته وتعطشه للتداول.
لذا إذا كنت تفتقد السيطرة على تداولاتك، وتتداول بناء على التعطش فأنت في الأغلب تمتلك شخصية متداول يعاني من الطبع الطامع.
5. التداول بدافع الانتقام
صحيح أن الانتقام هو شعور منفصل عن الطمع، لكن برأيي وبمجال التداول فأنه نابع كذلك من الطمع، لأن من يختل توازنه الذهني وينجرف باتجاه الجشع يصيبه شيء من عدم تقبّل الخسارة، وتقبّل الخسائر هو أمر أساسي وضروري في مهنة التداول.
عندما يرفض المتداول الخسارة في تداول ما، يبدأ بأخذ تداولات عشوائية بشكل انتقامي يائس محاولاً إسترجاع الخسارة التي تكبدها، وعندها سوف يجد نفسه مكبلاً بعدد أكبر من الخسارات الناتجة عن هذه الشعور الإنتقامي السيء قد لا يقوى على تحملها.
بحث هذا المقال وهو الجزء الأول من سلسلة الخوف والطمع بعض النقاط والممارسات التي سوف ترشدك لمعرفة اذا كنت متداول ذو طبع طامع، وفي حال وجدت في نفسك أي من المواصفات التي ذكرها سالفاً أو سيتم ذكرها لاحقاً، فنحن ننصحك بأن تأخذ خطوة للوراء وتراجع نفسك حتى تتمكن من الانخراط في التداول كمهنة وليس تحت أي مسمى آخر.